بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي شبكة إنترنت؟
تتألف شبكة إنترنت من أربعة عناصر رئيسية: أجهزة الكمبيوتر، الكبلات، البرمجيات، والبيانات. تصل الكبلات أجهزة الكمبيوتر ببعضها، مما يسمح للبرمجيات بتبادل البيانات، بين كل كمبيوتر والذي يليه. ويولد المسؤولون عن كمبيوترات الشبكة البيانات بأشكال متعددة، تراوح بين النصوص البسيطة والرسوم، والصفحات الأنيقة ذات الإخراج الفني وملفات البرامج.
وإذا أردنا أن نعرّف إنترنت تقنياً، نقول إنها شبكة مؤلفة من أعداد هائلة من الشبكات، تربط بين كمبيوترات موزعة في مختلف أنحاء الكرة الأرضية. وهي "شبكة الشبكات"، لأن معظم الكمبيوترات المتصلة بإنترنت، هي أيضاً جزء من شبكات أصغر، موجودة ضمن الشركات والجامعات والإدارات الحكومية. وتربط إنترنت بين هذه الشبكات لتؤلف شبكة عالمية ضخمة، يتصل بها مئات الملايين من الأشخاص، للتواصل مع بعضهم البعض، والاطلاع على المعلومات، وتبادل البيانات والبرامج.
وإذا لم يكن كمبيوترك متصلاً بشبكة صغيرة تؤمن لك الدخول إلى إنترنت، فيمكنك الاتصال بها من خلال مودم، بالدخول إلى (dial in) كمبيوتر تابع لأحد مقدمي خدمة إنترنت (ISP). ويصبح لديك بذلك، اتصال مؤقت بإنترنت، تستطيع من خلاله إرسال واستقبال البيانات عبر خطك الهاتفي.
ماذا نستفيد من إنترنت؟
ثمة فوائد جمة جداً يمكن جنيها من إنترنت، ولا يزال الناس يبتكرون طرقاً جديدة للاستفادة من إمكانياتها في تبادل المعلومات. وكل ما يلزمك هو معرفة الخدمات التي تؤمنها الشبكة، والبرمجيات المطلوبة للاستفادة منها. ويمكن تقسيم خدمات إنترنت إلى أربع فعاليات رئيسية: شبكة ويب، والبريد الإلكتروني، والمجموعات الإخبارية، وإمكانيات جلب الملفات (FTP).
1 شبكة ويب WWW
تعتبر شبكة ويب العالمية (World Wide Web)، من أحدث خدمات إنترنت، تم بواسطتها الانتقال من النمط القديم للشبكة، القائم على النصوص، إلى نمط رسومي يعتمد على تقنيات الملتيميديا، في نشر المعلومات والاطلاع عليها، مما ساعد على انتشارها بشكل مذهل في السنوات الأخيرة. تضم شبكة ويب مئات الملايين من الصفحات الأنيقة ذات الإخراج الفني المشابه لصفحات المجلات الورقية، وهي في ازدياد مطرد. وتعمل الشركات والمنظمات (بالإضافة إلى العديد من الأفراد) على إنشاء صفحات للتعريف بنفسها، ونشر معلوماتها. وتُستخدم برامج خاصة تدعى "المتصفحات" لزيارة مواقع ويب وقراءة صفحاتها، ومن أشهر المتصفحات حالياً، نافيجيتور من شركة نتسكيب، وإنترنت إكسبلورر من مايكروسوفت، علاوة على سندباد من صخر.
2 البريد الإلكتروني
هو نظام لتبادل الرسائل بين مستخدمي إنترنت، ويرمز له بـ e-mail، ويمتاز بكلفته المنخفضة وسرعته الكبيرة، إذ تصل الرسالة إلى وجهتها خلال ثوان معدودة في الحالة العامة. ومن ميزاته الهامة إمكانية إرفاق ملفات مع الرسائل، ويمكن أن تحتوي المرفقات على صور أو وثائق أو برامج. ويتسلم المرسل إليه رسائله الإلكترونية، عندما يتصل بإنترنت ويفحص محتويات صندوق بريده الإلكتروني. ويتوفر الآن عدد كبير من البرامج التي تسمح بالتراسل باللغة العربية، يحصل المشترك بإنترنت عادة على حساب بريدي خاص به من مزود الخدمة المرتبط به، كما تتوفر العديد من المواقع التي تمنح حساباً بريدياً مجانياً، لمن يشاء، يمكن تصفحه في أي مكان في العالم.
3 المجموعات الإخبارية
تعتبر المجموعات الإخبارية بمثابة صحف حائط، أو صناديق بريد عامة، يستطيع أي متصل بإنترنت أن يطلع عليها، وأن يشارك فيها. ويوجد حالياً أكثر من 16000 مجموعة إخبارية، تهتم كل واحدة منها بمنحى معين.. فهناك مجموعات لمناقشة الأمور السياسية، وأخرى للرياضة، وثالثة للأديان، وهكذا. وتؤمن برامج التصفح الشهيرة وظائف التعامل مع المجموعات الإخبارية، فتعرض للمستخدم قائمة بأسماء كافة المجموعات، ليختار منها ما يهمه، ويمكنه الاطلاع على الرسائل الموجهة لمجموعاته المفضلة، وإرسال بريد إلكتروني للإدلاء برأيه في المواضيع المطروحة للنقاش. وتؤمن غالبية المتصفحات المعربة إمكانية المشاركة باللغة العربية في المجموعات الإخبارية.
4 جلب الملفات (خدمة FTP)
أنشئت إنترنت في البداية، لتبادل الملفات بين أجهزة الكمبيوتر، ويرمز لهذه الخدمة عادة بـ FTP، أو "بروتوكول نقل الملفات". تعرض برامج FTP قائمة بأسماء الملفات الموجودة على كمبيوتر بعيد remote، ويستطيع المستخدم تحديد الملفات التي يريد "جلبها" download منه، أو الملفات التي يريد رفعها upload من جهازه إلى الجهاز البعيد. وتضع الشركات عادة، بقعاً ساخنة إلى جانب أسماء الملفات والبرامج التي توفرها لزائري صفحة ويب الخاصة بها. وما على المستخدم إلا نقر البقعة الساخنة، فيسأله المتصفح عن الدليل الذي يود أن يخزن فيه الملف، على قرصه الصلب، ثم تبدأ عملية جلب الملف.
ما هو مزود خدمة إنترنت ISP؟
مزود خدمة إنترنت Internet Service Provider، واختصاراً ISP، هو الجهة التي يتقدم إليها المستخدم بطلب اشتراك في خدمات إنترنت، ليحصل على هذه الخدمة عن طريقه.
فمزود الخدمة، في الأحوال الاعتيادية، هو طرف ثالث وسيط، بين المستخدم النهائي وشركة الاتصالات المحلية، يقوم بمهمات إدارية تنظيمية تقنية، إلا إذا كانت شركة الاتصالات هي مزود الخدمة في الوقت نفسه (كما في حالة الإمارات العربية المتحدة)، أو إذا كانت هناك ترتيبات خاصة (كما في المملكة العربية السعودية، والتي شرحناها بالتفصيل، في العدد الماضي، ضمن مقالة الدكتور بدر البدر ص18).
ماذا أحتاج للاتصال بإنترنت؟
إذا لم تكن متصلاً بإنترنت من خلال شبكة مؤسستك أو جامعتك، فستحتاج إلى التجهيزات التالية لترتبط بها: كمبيوتر ومودم وخط هاتف، وحساب لدى أحد مقدمي خدمة إنترنت، وبرنامج للاتصال بإنترنت، وبرامج للاستفادة من خدماتها المختلفة (التصفح والبريد الإلكتروني خصوصاً).
هل يمكنني الاتصال بإنترنت من خلال أي كمبيوتر؟
يمكن، نظرياً، استخدام أي كمبيوتر لإجراء الاتصال،إذ تتوفر مئات البرامج التي تعمل على أجهزة ماكنتوش وPC، وتدعمها كافة شركات تقديم خدمة إنترنت في البلدان العربية. ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن برامج إنترنت الحديثة تتطلب كمبيوترات ذات مواصفات متقدمة، لاعتمادها الكبير على تقنيات الملتيميديا. وجرت العادة أن تقدم شركات ISP لمشتركيها البرامج الأساسية اللازمة لاتصالهم بالشبكة، مع الدعم الفني اللازم لتركيبها والبدء باستخدامها.
هل يمكنني أن أتصفح المواقع بلغات مختلفة؟
يمكن في الأصل، تصفح المواقع الإنجليزية بواسطة أي متصفح، كما يمكن التصفح باللغة العربية، إذا كنت تستخدم أي نظام تشغيل عربي مع متصفح يدعم اللغة العربية. لكن، إن استخدمت أحد متصفحي سندباد أو إكسبلورر5، فيمكنك تصفح الصفحات العربية في إنترنت، حتى لو لم تكن تعمل بنظام تشغيل عربي.
يمكنك إكسبلورر5، علاوة على ذلك، أن تتصفح جميع صفحات إنترنت بلغاتها الأصلية (كالروسية والصينية واليابانية، علاوة على العربية).
إرشادات ونصائح للمبحرين في إنترنت
لمساعدة قرائنا على التجول بسرعة وسهولة، ضمن صفحات إنترنت، نقدم لهم في كل عدد من "إنترنت العالم العربي" مجموعة من الإرشادات والنصائح المفيدة. وندعو قراءنا، أيضاً، للمساهمة معنا في تحرير هذا الباب، بالكتابة عن الأفكار والتجارب المفيدة التي تواجههم، في كل ما يتصل بعالم إنترنت وخدماته، وإرسالها إلينا. وسوف نمنح كاتب أفضل رسالة اشتراكاً مجانياً لعام كامل، وذلك في كل عدد من أعداد المجلة.
يتناول العدد الأفكار التالية:
كيف تختصر الفترة اللازمة لإقلاع برنامج التصفح
طرق الاستفادة القصوى من الكاش
كيف تختصر وقت الانتظار
حفظ الصور
القص واللصق
استخدام المفاتيح يوفر لك سرعة أكبر
نصائح وإرشادات
نصيحة بجمل: لا تمسح ملّف "إزالة تركيب إكسبلورر 4.0"
قد يضطّر بعض المستخدمين إلى إزالة بعض الملفات أو البرامج غير المستخدمة، توفيراً للمساحات في الأقراص الصلبة في كمبيوتراتهم. إذا كنتَ واحداً من هؤلاء، يمكنك ذلك، من خلال أداة إضافة/إزالة البرامج Add/Remove Programs، الموجودة في مجلّد لوحة التحكّم Control Panel، والتي يمكن الوصول إليها، من خلال الضغط فوق أيقونة إبدأ Start، ثم إعدادات Settings، بينما يقتضي منك، لإزالة الملفات المفردة، حذفها بالطريقة الاعتيادية.
لضمان استقرار نظام التشغيل، والبرامج التي تستخدمها، لا تمسح ملفّات إزالة تركيب إكسبلورر 4.0، حيث يؤدي ذلك (في حالات نادرة، قد تكون حالتك إحداها)، إلى تعطيل عمل نظام التشغيل، والبرامج الأخرى، مما يضطّرك إلى إعادة تركيبها مجدّداً.
هل تزعجك أسئلة المواقع التي تحاول حفظ كعكة "cookie" إلى جهازك؟
تحاول بعض مواقع ويب، حفظ ملفات نصّية صغيرة إلى جهازك (صورة رقم 1)، تسمّى "كوكيز" لتتذكّر، أثناء تصفّحك في المرّة الثانية، بعض المعلومات الخاصّة ببرنامج التصفّح الذي تستخدمه، أو نظام التشغيل، أو صفحات الموقع التي زرتها في المرّة السابقة، وغيرها.. ويتوقّف تنبّه المستخدم، إلى هذه العمليات، على طريقة إعداد برنامج التصفّح بشكل عام، فإذا كان سمح بقبول "الكوكيز"، لن يشعر بتسلّلها إلى جهازه الصلب. ولتحديد الخيار المناسب، في برنامج إكسبلورر 4.0، اختر من قائمة الأوامر، View، ثم Internet Options، ثم Advanced، ثم حدّد واحداً من الخيارات الثلاثة (صورة رقم 1)، تحت مجموعة اختيارات Securities/Cookies:
1- Always accept Cookies، حيث يحفظها المتصفّح إلى قرصك الصلب، بدون أن يسألك
2-Prompt before.. لن يحفظها إلى القرص الصلب بدون موافقتك (انظر الصورة رقم 2)، ويمكنك في هذه الحالة إعطاء الإذن، للمواقع التي تثق بها.
3- Disable All Cookies Use، لن يسألك المتصفّح الإذن، ولن يحاول حفظها في قرصك الصلب (في هذه الحالة، قد تظهر صور ونصوص بعض المواقع غير مرتّبة).
(إذا كنت تستخدم برنامج نافيجيتور، يمكنك التحكّم بخيارات الكوكيز، من خلال قائمة الأوامر، كالتالي: Edit ثم Preferences، ثم Advanced، ثم خيارات Cookies).
حافظ على سرّيتك!
يستطيع أصحاب المواقع معرفة بعض معلوماتك الشخصية، عند زيارتك لموقعهم، مثل: اسمك، وعنوان بريدك الإلكتروني، من خلال برنامج التصفّح الذي تستخدمه. يمكنك لحماية هذه المعلومات، إزالتها مؤقتاً من برنامج نافيجيتور 3، ونافيجيتور 4 (لا ينطبق الأمر على إكسبلورر، حيث لا يتضمّن برنامج بريد إلكتروني مدمجاً ببرنامج التصفّح)، باتّباع الخطوات التالية:
1-نافيجيتور 3: اختر من قائمة الأوامر Options، ثم اختر Mail، واضغط فوق لسان Servers، ثم امسح المعلومات الموجودة في حقلي مزوّد البريد mail server، واسم المستخدم user name، ثم اختر لسان التعريف Identity، وامسح المعلومات الموجودة في حقل الاسم name، والبريد الإلكتروني e-mail، وعنوان الردّ reply to، والمؤسسة organization.
2- نافيجيتور 4.0: اختر من قائمة الأوامر Edit، ثم التفضيلات Preferences، ثم انقر اختر مجموعة التعريف Identity، الموجودة إلى يسار نافذة التفضيلات Preferences، وامسح المعلومات الموجودة في الحقول الخمسة، ثم اختر مجموعة مزوّد البريد Mail Server، وامسح المعلومات الموجودة في الحقول الثلاثة (إذا لم تشاهد معلومات التعريف ومزوّد البريد، انقر فوق خيار "البريد والمجموعات" Mail & Groups.
تستطيع المواقع التي تزورها، بهذه الطريقة، تحديد عنوان مزوّد الخدمة التي تشترك بها، والبلد الذي تتصل منه فقط، بدون معرفة معلوماتك الأخرى.
بحث سريع عن المعلومات
لست مضطراً لزيارة موقع محرّك البحث، لتبحث عن معلومة معيّنة، بل يمكنك تنفيذ العملية، من خلال حقل عناوين المواقع في برنامج التصفّح. ففي برنامجي نافيجيتور 4.0 وإكسبلورر 4.0، يمكنك كتابة الكلمة التي تبحث عنها، في حقل العناوين (صورة رقم 3)، مسبوقة بعلامة الاستفهام. فإذا كنت تبحث عن كلمة UAE، تكتبها كما تظهر بدون القوسين: (? UAE) وتضغط مفتاح الإرسال Enter. وإذا كنت تبحث عن كلمة مركّبة، مثل "Arab Emirates"، فيمكنك كتابتها في حقل العناوين، باستخدام نافيجيتور بدون علامة الاستفهام، بينما تحتاج، باستخدام إكسبلورر، أن تكتبها بعد كلمة go، فتصبح كالتالي: go Arab Emirates.
العثور على عناوين مواقع ضائعة
هل نسيت عنوان موقع زرته قبل أيام؟ إذا كنت تستخدم إكسبلورر 4.x، تستطيع أن تبحث عن عناوين مواقع زرتها حديثاً، أو أضفتها إلى دليل المواقع Bookmark، بفتح مجلّد التاريخ، من خلال النقر على أيقونة History، وتصفّح القائمة، المصنّفة تبعاً ليوم الاستخدام، ضمن الفترة التي حدّدت فيها عدد أيام الاحتفاظ بملف التاريخ، من خلال قائمة الأوامر: عرض View، ثم تفضيلات إنترنت Internet Options، ثم تفضيلات عامة General، ثمّ تحديد عدد الأيام التي يحتفظ فيها المتصفّح بالصفحات التي زرتها وعناوينها التشعّبية days to keep pages in history.
قفزة وليست خطوة إلى الوراء!
هل تضغط مراراً فوق أيقونة العودة إلى الوراء، أو تضغط تكراراً فوق مفتاحي Ctrl+Left Arrow لتبلغ الصفحة التي مررت بها، قبل قليل، أثناء التصفّح؟ إذا كان الأمر كذلك، لا حاجة لأكثر من ضغطة واحدة، حيث يتيح لك متصفّح إكسبلورر 4.0، اختيار الصفحة التي تريدها، بالضغط فوق السهم الصغير الموجود إلى جانب أيقونة Back، فتظهر لديك قائمة بالصفحات التي عبرت بها أثناء تصفّحك (الصورة رقم 4).
ما هو نظام التشغيل؟
وهل يعتبر المتصفح IE 4.0 جزءاً أساسياً من ويندوز98؟
يعتقد أكثر قراء المجلة، أنهم يعرفون مكونات نظام التشغيل. لكن، هل هذا الاعتقاد صحيح؟
يكمن في تعريف المصطلح "نظام التشغيل"، جوهر سمعة شركة مايكروسوفت في صناعة تقنية المعلومات، وسبب المشكلات التي تواجهها مع القضاء الأمريكي. ويطالب منافسو الشركة بتقسيمها إلى فرعين، أحدهما خاص بتطوير أنظمة التشغيل، وآخر خاص بتطوير التطبيقات، وتعود هذه المطالبة إلى وقت طويل، قبل الضجة الحالية التي أثارها إصرار الشركة على أن يكون برنامج تصفح إنترنت "مايكروسوفت إكسبلورر4.0"، جزءاً من نظامي التشغيل ويندوز95 وويندوز98، الأمر الذي يؤدي إلى تركيب هذا المتصفح على كل كمبيوتر يركب عليه أحد هذين النظامين. ويبرر منافسو مايكروسوفت دعوة "التقسيم"، باعتبارهم أن عمل مجموعات تطوير التطبيقات، ومجموعات تطوير أنظمة التشغيل، معاً، يمنح شركة مايكروسوفت فرصة غير عادلة، لتطوير أفضل برامج معالجات النصوص، والجداول الإلكترونية، وقواعد البيانات، وغيرها، لأن مجموعات تطوير التطبيقات تستطيع الوصول مباشرة وسريعاً، إلى جميع أسرار أنظمة التشغيل. ويبدو ما يحتج عليه هؤلاء المنافسون معقولاً، لأنه من الطبيعي، بالنسبة لشركة مايكروسوفت، الاستفادة من معرفتها الدقيقة بأنظمة التشغيل التي تنتجها، وخاصة معرفة التفاصيل غير الموثقة فيها، لجعل التطبيقات تستفيد إلى الحد الأقصى من ميزات تلك الأنظمة كاملة، بينما لا يستطيع منافسو شركة مايكروسوفت فعل ذلك، ولا توجد أمامهم طريقة حقيقية للمنافسة العادلة. يمكن، بالطبع، القول أن شركات البرمجيات الأخرى تستطيع بناء أنظمة التشغيل الخاصة بها، وتحاول الحصول على حصة من سوق شركة مايكروسوفت، لكن واقعية ذلك في سوق حر تبدو بعيدة عن بحثنا هذا.
يطرح الجدال القائم حالياً، بشأن اعتبار برنامج إنترنت إكسبلورر 4.0 جزءاً من نظام التشغيل أم لا، قضايا أكثر إثارة من الناحية التقنية. يعرف كل من ركب برنامج إنترنت إكسبلورر 4 على جهازه أنه "يتفشى" في نظام التشغيل ويندوز95، وهو موجود أصلاً ضمن نظام التشغيل ويندوز98، حيث تكون واجهة نوافذ النظام، كنافذة لوحة التحكم، وجهاز الكمبيوتر، ومستكشف ويندوز، عبارة عن واجهة متصفح إنترنت. ويمكن من أي من هذه النوافذ، تصفح شبكة ويب، والشبكة المحلية والقرص الصلب المحلي، أيضاً. فإذا كنت تستكشف مجلد C:\Windows في نافذة "جهاز الكمبيوتر"، مثلاً، ورغبت بمعرفة إمكانية وجود ترقية جديدة لبرنامج قيادة بطاقة رسوميات، على شبكة إنترنت، لا حاجة لتشغيل برنامج تصفح منفصل، إذ أن كل ما عليك فعله، هو إدخال عنوان الموقع الذي ترغب بزيارته، في مستطيل العنوان، وستنتقل مباشرة إليه، ويتغير شريط الأزرار والقوائم، ليعكس الوضع الجديد، الذي وصلت إليه.
إذاً، هل برنامج إنترنت إكسبلورر 4 جزء من نظام التشغيل، أم لا؟ هذا هو السؤال!
لكن الإجابة ليست سهلة، على الرغم من تأكيد شركة مايكروسوفت أنه "بالطبع كذلك"، وتأكيد الشركات الأخرى أنه "بالطبع ليس كذلك". يقودنا هذا إلى سؤال حاسم: ما هو نظام التشغيل؟ وبشكل أدق، ما هي العناصر، التي إذا أضيفت إلى نظام التشغيل، يمكن أن تعتبر أجزاء متكاملة معه؟ ويأتي بعد هذا سؤال آخر: ما هي العناصر التي يعتقد المستخدمون أنها تمثل أجزاءً من نظام التشغيل؟
هذا ما سنناقشه في بقية هذا المقال.
نظام التشغيل
نظام التشغيل هو ببساطة، كما يوحي الاسم، برنامج يعمل على الكمبيوتر الشخصي، لكنه ليس البرنامج الأكثر أساسية من بين البرامج التي تعمل عليه، فهذا الشرف يخص برامج بيوس (Basic Input/Output System, BIOS). لكن نظام التشغيل، هو ما يوليه المستخدمون الاهتمام كثيراً (الشكل 1)، وهو يعمل، من جهة، كمنظم لحركة المرور، حيث يتحكم بتدفق البيانات في الكمبيوتر، ويشغل ويوقف تشغيل مختلف العمليات فيه، ويعتبر، من جهة أخرى، الواسطة التي تستطيع التطبيقات عبرها الوصول إلى العتاد، وبرمجيات النظام. ويذهب نظام التشغيل أبعد من ذلك، فهو الذي يعطي المستخدم، أيضاً، إمكانية إصدار الأوامر إلى برمجيات النظام، وتدعى هذه الإمكانية عادة، واجهة الاستخدام (User Interface)، أما الوظيفتان اللتان ذكرناهما سابقاً، فتدعى الأولى منهما واجهة العتاد (hardware interface)، والثانية واجهة البرمجة (programming interface).
إحدى المهمات الأساسية لنظام التشغيل، هي التحكم بالوصول إلى الأقراص ووسائط التخزين، وكان اسم أنظمة تشغيل الأجهزة الشخصية في أيامها الأولى، يتضمن اللفظة الأوائلية DOS، وهي تتكون من أوائل الكلمات Disk Operating System. وظهر هكذا، نظام التشغيل MS-DOS من شركة مايكروسوفت، وPC-DOS من شركة IBM، وDR-DOS من شركة Digital Research وAppleDOS (النظام السابق لأبل ماكنتوش) من شركة أبل، وAmigaDOS (لأجهزة Commodore Amiga) من شركة كومودور، وأساس الاسم الذي يعتمد على التحكم بالقرص، مازال مبطناً ضمن اختصار اسم نظام تشغيل الشبكة NOS (Network Operating System)، الذي يتحكم بعمل الشبكة. لكن نظام التشغيل لم يكن مجرد نظام للوصول إلى الأقراص ووسائط التخزين، فقد كان منذ البداية أداة للتحكم بعمليات نظام الكمبيوتر، وإدارة مهمات البرامج، أيضاً.
يعتبر المختصون بنظام التشغيل يونكس، أن نظام التشغيل يتألف من ثلاثة أجزاء رئيسية، هي: النواة (Kernel)، والقشرية (Shell)، ونظام الملفات (File system)، بينما يتجه مستخدمو دوس/ويندوز إلى عدم استخدام المصطلح "النواة"، واستخدام مصطلح "القشرية"، أحياناً فقط. لكن هذه المصطلحات مرتبطة بالموضوع بشدة. فالنواة هي مجموعة الوظائف الأدنى مستوى في نظام التشغيل، والتي تحمّل إلى الذاكرة، كلما قمت بإقلاع الجهاز، وذلك مباشرة بعد أن تعمل بعض الوظائف الموجودة في بيوس. تتولى الوظائف الموجودة في نواة أنظمة التشغيل دوس، وويندوز95، وويندوز98، وويندوز إن.تي، معالجة عمليات نقل البيانات، بين مختلف أجزاء نظام الكمبيوتر، كعملية نقل البيانات من القرص الصلب إلى الذاكرة رام، ثم المعالج، أو تحديد مقاطع من الذاكرة لمختلف عمليات النظام، التي تحدث دائماً مادام الجهاز ينفذ عملاً معيناً، وبرمجيات النواة مسؤولة، أيضاً، عن جدولة عمليات المعالج، لتسمح لوظائف القشرية بالوصول إليه.
القشرية هي الواجهة المرئية لنظام التشغيل، وهي عبارة عن برنامج يعمل في الطبقة العليا منه، ويسمح للمستخدمين بإصدار الأوامر إليه. يوجد لنظام يونكس عدد من القشريات، مثل قشريات Bourne، وKorn ، وC، وBourne Again. ومستخدمو يونكس عادة، مغرمون عادة، بالقشرية التي اختاروها، فيستغلون إمكانياتها الكامنة، ويضبطونها لتصبح مناسبة لبيئات عملهم، وينشئون الأسماء المستعارة، للأوامر التي يستخدمونها بكثرة، ويكتبون برامج لتنفيذ بعض أوامر النظام تلقائياً.
القشرية القياسية لنظام التشغيل دوس، هي البرنامج الموجود في ملف Commnad.com. تتضمن الإصدارات المختلفة من نظام التشغيل دوس، إصدارات مختلفة من ملف Command.com ، وتضيف الإصدارات الأحدث منه، أوامر جديدة، وخيارات جديدة للأوامر الموجودة سابقاً، توفر للمستخدمين مرونة أكبر للتحكم بعمل الجهاز. فقد أضافت أوامر Command.com في الإصدارة 4 من نظام التشغيل دوس، مثلاً، الخيار /p للأمر del، الذي يجعل النظام يطلب تأكيد عمليات الحذف، قبل تنفيذها فعلياً، ووفرت أوامر Command.com في الإصدارة 5 من نظام التشغيل دوس، إمكانية ترتيب أسماء الملفات والمجلدات التي يعرضها الأمر dir.
توجد قشريات مشابهة للملف Command.com، مثل NDOS و4DOS، لكنه كان، وما يزال، أشهرها. إذا أردنا أن نتوخى الدقة، فإننا انتقلنا للحديث الآن عن أمر خارج نظام التشغيل. فالقشرية ليست سوى برنامج خدمي لإدخال الأوامر والوصول إلى نظام التشغيل، لكنها ليست جزءاً من جوهر نظام التشغيل. وعلى الرغم من ذلك، وعبر تاريخ تطور الكمبيوتر، أصبحت القشرية والبرامج الأخرى تعرف كجزء من نظام التشغيل، وهنا يكمن الالتباس، وهو ما سنحاول توضيحه باختصار. إذا أردنا أن ننظر إلى جوهر نظامي تشغيل مايكروسوفت دوس/ويندوز، لا حاجة أن نبتعد بنظرنا أكثر من ملفي النظام Io.sys وMsdos.sys (في الإصدارات 6.x وما قبلها من نظام التشغيل دوس)، وهما الملفان الأساسيان في نظام التشغيل دوس، حتى الإصدارة 6.22 منه، وبالتالي في نظام التشغيل ويندوز 3.x، أيضاً، (والذي لم يكن نظام تشغيل حقيقياً، بقدر ما كان كساء لنظام التشغيل دوس). بينما يجمع الملف Io.sys في نظام التشغيل ويندوز95 ومرافقه دوس 7 وظائف هذين الملفين معاً. يمثل الملف Io.sys في نظام التشغيل دوس 6.22، أو الإصدارات الأقدم، أخفض مستوى من الواجهات البرمجية، ويتضمن وظائف تتعامل مع العتاد مباشرة، فهو يحتوي على الروتينات اللازمة للاتصال بين نظام التشغيل ووظائف بيوس في الجهاز، والوصول إلى مسجلات المعالج، بينما يتضمن الملف Msdos.sys الروتينات ذات المستوى الأعلى، مثل معالجة الملفات، وتحويل أوامر التطبيقات إلى مجموعة تعليمات لوظائف الملف Io.sys.
يختلف ملف Io.sys في دوس 7/ويندوز95 وويندوز98، عن الملف ذاته في دوس/ويندوز 3.x، فهو يلغي بشكل أساسي، الحاجة لوجود ملفي التجهيز Config.sys وAutoexec.bat، الخاصين بنظام التشغيل دوس، ويحمّل ملف Himem.sys، للوصول إلى منطقة الذاكرة العليا، وملف Ifshlp.sys، وهو برنامج تحميل برامج القيادة، وملف Dblspace.bin أو Drvspace.bin، وهي برامج خدمية لضغط الأقراص. تسمح الإصدارة الجديدة من ملف Io.sys، بتحميل خيارات ملف Config.sys القديمة، مثل أوامر FILES، وSTACKS وBUFFERS وSHELL. تعني هذه التعديلات في Io.sys، أن العناصر التي كانت، سابقاً، خيارات مثل DriveSpace وDoubleSpace، أصبحت، بسبب تضمينها في ملف Io.sys، مبنية داخل نظام التشغيل، وهذا ما كان يحدث باستمرار خلال تطور أنظمة التشغيل. يختلف الملف Msdos.sys، أيضاً، بين إصدارتيه في أنظمة التشغيل دوس ويندوز95 وويندوز98، وأصبح يتضمن معلومات عن خيارات الإقلاع، ومواقع ملفات النظام، بما فيها موقع ملف التسجيل في ويندوز. يوجد هذان الملفان في الدليل الرئيسي لقرص الإقلاع، وهما مخفيان عن العرض بشكل ضمني، سواء في مستكشف ويندوز أو إدارة الملفات أو أمر Dir. والهدف من إخفائهما، أن لا يعبث أحد بهما ويخربهما، فما لا يمكن رؤيته لا يمكن العبث به. ويحمل الملفان، أيضاً، صفة "للقراءة فقط"، أي لا يمكن حذفهما خطأً، ولكن يمكن بالخطأ، اختيارهما مع الملفات الأخرى، ونقر "موافق" عندما يسأل النظام إذا كنت متأكداً من عملية الحذف، مما يؤدي إلى حذفهما. (يجادل البعض أن أنظمة التشغيل الضعيفة، فقط، يمكن أن تسمح بحذف ملفات النظام الحساسة، أثناء تشغيل النظام ذاته. فلا يسمح نظام التشغيل ويندوز إن.تي، مثلاً، بذلك، على الأقل ليس إذا ركب على نظام ملفات ويندوز إن.تي: لا يمكن حذف ملفات النظام أثناء عمل نظام التشغيل ويندوز إن.تي، ولا يمكن، في هذه الحالة، أيضاً، تهيئة القرص الصلب الرئيسي، أو تقسيمه باستخدام الأمر FDISK، بينما يمكن حذف ملفات النظام، في دوس أو ويندوز95، بدون عناء فور ظهورهما، لكن لن يقلع، بعدها، نظام التشغيل!)
توفر أنظمة التشغيل نوعاً من العزل بين طبقتي التطبيقات والعتاد، وذلك عبر ما يسمى واجهة برمجة التطبيقات API (Application Programming Interface)، التي توفر للمبرمجين أسلوباً قياسياً لاستدعاء إجراءات عامة محددة الوظائف، أو إجراءات تستدعي روتينات تحكم بعتاد معين، ويتم تحديث وظائف واجهة برمجة التطبيقات، كلما توفر عتاد جديد. لكن هذا ليس كافياً للاتصال بالعتاد بشكل صحيح، إذ يستخدم نظام التشغيل برامج قيادة (drivers) كتبت خصيصاً لتأمين الاتصال بين نظام التشغيل وقطعة معينة من العتاد، كبطاقة رسوميات، مثلاً. يضيف نظام التشغيل ويندوز95، على ذلك طبقة برامج قيادة ثانية، تدعى برامج القيادة الظاهرية (virtual driver)، والتي تعمل كواجهة ربط بين التطبيقات، التي تطلب إصدار صوت، مثلاً، وبرنامج قيادة بطاقة صوت معينة موجودة في الجهاز. يؤدي تحديث وظائف واجهة برمجة التطبيقات إلى تغييرات أساسية في قدرات نظام التشغيل. ومثال جيد على ذلك، إضافة وظائف DirectX إلى نظام التشغيل ويندوز95، وهي ليست مرفقة بالنظام لدى شرائه، لكن إضافتها لاحقاً، يوفر دعماً تقنياً لتشغيل مجموعة واسعة من تطبيقات الرسوميات التي تعتمد ويندوز95.
البرامج الخدمية والبرامج المضافة
يتألف نظام التشغيل السليم، بشكل رئيسي، من ملفات النظام ذاته، وملفات القشرية التي تسمح للمستخدم بالتفاعل معه، لكن، وعبر تقدم الأعوام، وجد عدد متزايد من الأجزاء طريقه إلى ما يعرفه المستخدمون الآن بنظام التشغيل. ذكرنا حتى الآن، مثالاً واحداً على ذلك، وهو إضافة البرامج الخدمية الخاصة بضغط الأقراص إلى نظام التشغيل، وهي برامج طرحها أصلاً، منتجون آخرون غير شركة مايكروسوفت، (من ذلك البرنامجين Stacker وXtraDrive)، وتم ذلك في بداية التسعينيات، حيث اشترت مايكروسوفت برنامج Stacker، ودمجته في رزمة نظام التشغيل ضمن برنامج DoubleSpace. أضيفت على نظام التشغيل، أيضاً، برامج خدمية لإزالة تجزئة الأقراص، وهي كانت أيضاً، متوفرة من منتجين آخرين، مثل شركتي نورتون وSymantec (التي وفرت أيضاً، قشريات تستبدل ويندوز 3.1). لكي ترى مجموعة البرامج الخدمية التي أضيفت إلى بيئة نظام التشغيل ويندوز95، (والتي أضيف عدد أكبر منها إلى نظام التشغيل ويندوز98 بالتأكيد)، انقر "ابدأ/البرامج/البرامج الملحقة/أدوات النظام"، وسوف تجد برامج خدمية كثيرة، مثل برنامج تفحص الأقراص (ScanDisk)، وبرنامج مراقبة النظام (System Monitor)، والتي تعتبر جزءاً من نظام التشغيل، لأنها: أولاً، تؤدي مهمات على مستوى النظام، وثانياً، مرفقة بنظام التشغيل ذاته. وأصبح فهم المستخدم لنظام التشغيل: كل شيء مرفق بنظام التشغيل، هو جزء منه، وعلى الرغم من أن هذا ليس تعريفاً تقنياً دقيقاً، إلا أن الجدال في صحة هذا التعريف، مثل القول بأن عادم السيارة ليس جزءاً من السيارة ذاتها، ولا شك أن السيارة يمكن أن تعمل جيداً، بدون العادم، لكنه يكون جزءاً من السيارة عندما تشتريها، وأنت مجبر قانونياً على اقتنائه، وبدونه تصبح السيارة أقل راحة في القيادة، وهكذا فإنه يعتبر جزءاً من السيارة. ينطبق الأمر ذاته على برنامج خدمي معين، مثل "تفحص الأقراص"، فلا حاجة له كي يعمل نظام التشغيل، لكنه يأتي ضمن أنظمة التشغيل دوس وويندوز95/98، ويشغله ويندوز98 (ونظام ويندوز95 OSR2)، عند إقلاع النظام، إذا لم يتم إغلاق ويندوز بشكل صحيح في آخر استخدام للجهاز، وبذلك أصبح جزءاً من نظام التشغيل.
دخلت مايكروسوفت في دائرة البرامج الخدمية المضافة (Add-On) مع إطلاق إضافتي Power Toys وKernel Toys، في الأيام المبكرة لوجود نظام التشغيل ويندوز95، (انظر الموقع
www.microsoft.com/windows95/info/shareware.htm)، وتقدمت أكثر في هذا الاتجاه، بالمكونات القابلة للجلب لويندوز95 المسماة OSR2 (
www.microsoft.com./windows/pr/win95osr.htm). تتضمن البرامج المضافة Power Toys، عدداً من التحسينات على واجهة الاستخدام لنظام التشغيل ويندوز95، مثل القدرة على تغيير الكثافة النقطية للشاشة، بدون الحاجة لإعادة إقلاع النظام، بينما تتضمن البرامج المضافة Kernel Toys، برامج خدمية جديدة تعمل على مستوى منخفض في النظام، مثل خدمة إعادة تعيين خريطة لوحة المفاتيح، ومشاهدة عمليات المعالج، وتتبع ذاكرة النظام، وإحداث تغييرات في عناصر واجهة الاستخدام. ويبدو أنه سيضاف المزيد باستمرار إلى نظام التشغيل.
إنترنت إكسبلور 4.0
يشكل الاتجاه لإضافة عناصر أخرى لنظام التشغيل، قلب النزاع المحيط بإنترنت إكسبلورر4، فالسؤال الرئيسي هو إذا كان هذا المتصفح يشكل جزءاً من نظام التشغيل أم لا؟
للاطلاع على شهادة ممثل شركة مايكروسوفت في المحكمة، عن الدرجة التي أصبح فيها إنترنت إكسبلورر4 مدمجاً في نظام التشغيل ويندوز95، انظر في الصفحة
http://www.microsoft.com/corpinfo/11-10Cole.html#p45. ، والتي تقول فيها شركة مايكروسوفت أنه بدءاً من الإصدارة 4.0، أصبح إنترنت إكسبلورر جزءاً من نظام التشغيل، وأن إزالته سوف تسبب تعطيل نظام التشغيل، جزئياً، على الأقل.
تقول شهادة مايكروسوفت أن الشركة، صممت كلاً من برنامجي إنترنت إكسبلورر3 وإنترنت إكسبلورر4، على شكل مجموعات من الخدمات، التي أصبحت تشكل لب نظام التشغيل ويندوز95، حيث تقوم تلك الخدمات بأكثر من توفير إمكانيات التصفح. وتذكر الشهادة أن نداءات الوظائف المختلفة في نظام ويندوز95، سوف لن تعمل بشكل صحيح بدون تلك الخدمات. وباختصار هذا يعني صراحة أنها جزء فعال من نظام التشغيل.
يحتوي إنترنت إكسبلورر4، حسب وثائق مايكروسوفت، على تسعة مكونات تتعاون على توفير كامل وظائفه (الشكل 2)، وهذه المكونات عبارة عن خمسة ملفات من نوع DLL هي: Wininet.dll، وUrlmon.dll، وMsgtml.dll، وShdocvw.dll، وComctl32.dll، وملفان تنفيذيان هما: Explorer.exe، وIexplore.exe، ومكونات الأمن وآلة جافا الافتراضية. يحتاج إنترنت إكسبلورر3 وإنترنت إكسبلورر4 ليعملا، إلى تلك الملفات من نوع DLL، وبدونها لا يمكن أن يوفرا الإظهار والميزات التي نتوقعها منهما، أو حتى مجرد الوصول إلى إنترنت. يتضمن ملف Wininet.dll الخدمات المتعلقة بإنترنت، بما فيها الخدمات الخاصة بالتعامل مع بروتوكولات HTTP وFTP، وطلب الهاتف عبر المودم، وحفظ كاش التصفح.
تسمح الوظائف الموجودة في ملف Urlmon.dll للمطورين، بمعاملة عناوين صفحات إنترنت (URL) كأنها كائنات قابلة للبرمجة، فيمكنهم استخدامها في تطبيقاتهم (تفعل ذلك مجموعة برامج أوفيس97، مثلاً).
توفر وظائف الملف Mshtml.dll إمكانية عرض المجلدات، كأنها صفحات ويب، فعندما تختار القرص الصلب من "جهاز الكمبيوتر"، مثلاً، سترى صفحة HTML ديناميكياً، بأسلوب مايكروسوفت.
يسمح ملف Shdocvw.dll (Shell Document View) للمطورين ببناء إمكانيات التصفح في البرمجيات، بينما يوفر Comctl32.dll (Common Controls) دعماً منخفض المستوى، للقوائم وشرائط الأدوات، وشرائط تقدم العمل (progress bar)، والكثير من عناصر التحكم المستخدمة في تطبيقات ويندوز.
يستبدل ملف Explorer.exe ملف برنامج إكسبلورر الأصلي في نظام التشغيل ويندوز، ويعمل مع ملف Shdocvw.dll، لكي يقدم واجهة التعامل مع شبكة ويب. فهو، مثلاً، يسمح بإدخال عنوان URL، أو اسم جهاز في الشبكة المحلية، أو حرف قرص محلي في مستطيل حقل العنوان. ملف Iexplore.exe عبارة عن برنامج يحمل المتصفح، لكن المتصفح يحتاج، كما أسلفنا، إلى ملف Shdocvw.dll لكي يعمل. يقدم نموذج الأمن دعماً لطبقة المواصفات القياسيةSSL (طبقة مقابس الأمن) (Secure Sockets Layer)، وتسمح آلة جافا الافتراضية، للمتصفح بتشغيل تطبيقات وبريمجات جافا.
عُرّف برنامج نظام التشغيل في وثيقة Memorandum and Order، الصادرة بتاريخ 11 ديسمبر 1997 كما يلي:
"هو عبارة عن مجموعة من التعليمات والشيفرة والمعلومات المساعدة، التي تتحكم بعمليات نظام الكمبيوتر الشخصي، وتدير التفاعل بين ذاكرة الكمبيوتر، والأجهزة المرتبطة به، مثل لوحة المفاتيح، وشاشات الإظهار، وسواقات الأقراص والطابعات" (الحكم النهائي القسم 14)
طبقاً لهذا التعريف يقع برنامج إنترنت إكسبلورر4، في طبقة أعلى قليلاً من نظام التشغيل السليم، لكن يمكن اعتبار ملفات DLL التي تدعي مايكروسوفت أنها حساسة لعمل نظام التشغيل ويندوز95 ابتداءً من الإصدارة OSR2، من مستوى نظام التشغيل، وإذا اعتبرت الواجهة اللازمة لعرض محتويات الأقراص كمكون رئيسي من واجهة الاستخدام في نظام التشغيل، (كما كان أمر Dir في نظام التشغيل دوس، بالنسبة للكثير من المستخدمين)، فإن قشرية ويندوز95/إنترنت إكسبلورر4، يجب أن تعتبر مكوناً رئيسياً، أيضاً، وأخيراً إذا وسع مفهوم نظام التشغيل، ليشمل نظام التشغيل القابل للتشبيك، وإذا اعتبرنا أن الوصول إلى إنترنت جزء من نظام التشغيل القابل للتشبيك، فإن الملف Wininet.dll وحده، يعتبر إضافة على مستوى النظام.
ما هو الحكم إذاً؟
إذ أخذنا بأكثر تعريفات نظام التشغيل تشدداً، لا يبدو برنامج إنترنت إكسبلورر4 جزءاً من نظام التشغيل ويندوز95/98، لكن هذا التعريف الضيق ليس أكثر التعريفات فائدة، إذ أن معظم المستخدمين يعتبرون الأوامر الخارجية، مثل DELTREE، وXCOPY، وScanDisk، جزءاً من نظام التشغيل دوس ذاته، على الرغم من أنها ليست إلا مجرد برامج خدمية، ترفق به. ويرفق بنظام التشغيل ويندوز95، بالمثل، مجموعة واسعة من البرامج الخارجية، التي تتراوح بين برنامج تفحص الأقراص الخاص به، إلى برنامج إزالة تجزئة الأقراص. ويعتبر معظم المستخدمين هذه البرامج جزءاً من نظام التشغيل، وأحد هذه البرامج عالية المستوى، هو المتصفح الذي ندعوه إنترنت إكسبلورر، والذي يؤثر الآن على مفاهيم كثيرة أخرى في نظام التشغيل ويندوز، تجعلنا نلصقه به، وحالما نفعل ذلك فإن النقاش سينتهي.
وكان يمكن لشركة مايكروسوفت أن تتجنب كثيراً من العناء، بالتخلي عن اسم إنترنت إكسبلورر، وتسمية النظام الناتج كاملاً، ويندوز إكسبلورر، مثلاً، أو مايكروسوفت إكسبلورر فقط. لكن محاولتها التأكيد على كلمة "إنترنت" في الاسم، وبناء وظائف نظام التشغيل في المتصفح، أدت إلى تشويش أذهان عدد كبير من الناس، وخلط في واجهة الاستخدام الخاصة بها.
= = = = =
أنواع ملفات ويندوز
يتعامل مستخدمو الكمبيوتر مع الملفات بشكل يومي. ويرى معظمهم أن أسرع طريقة للوصول إلى الملفات، هي النقر المزدوج فوقها من برنامج "مستكشف ويندوز" (Windows Explorer). لكن، ماذا تفعل إذا لم يتمكّن برنامج المستكشف من فتح ملف معين؟ سنبيّن لك هنا سبب حدوث هذا الأمر، وما يمكن أن تفعله حيال ذلك… وسنلقي أيضاً، نظرة على بعض أنواع الملفات، التي تعتبر جديدة نسبياً، أو شائعة الاستخدام، في أنظمة ويندوز، وفي شبكة إنترنت.
تشاهد عند فتح مجلد (folder) معين، باستخدام برنامج مستكشف ويندوز، مجموعة متنوعة من الأيقونات، بجانب أسماء الملفات. وقد تجد أن اسم كل ملف ينتهي بنقطة، متبوعاً بحرف واحد إلى ثلاثة أحرف، وهذا ما يسمّى امتداد الملف (file extension). ويمكن لأي شخص، استخدم الكمبيوتر الشخصي قبل ظهور ويندوز95، أن يتعرّف على هذه الامتدادات، التي تعود إلى أيام نظام دوس (DOS)، كما يمكنه أن يتعرّف أيضاً، على الأيقونات، كعناصر أساسية لواجهة الاستخدام الرسومية. ويعمل الامتداد سوية مع الأيقونة، ليبيّن لك نوع الملف، والتطبيق الذي يستخدمه.
هيئات الملفات
الملف، من وجهة نظر نظام التشغيل، عبارة عن سلسلة من البايتات. لكنّ تفسير هذه البايتات يعتمد على هيئة الملف (file format)، وعلى التطبيق الذي يقرأ هذا الملف. وتحدد كل هيئة من هيئات الملفات نظاماً لترميز (encoding) وتنظيم البيانات، مصمماً للاستخدام من قبل تطبيق محدد. ويحتوي ملف MIDI، مثلاً، على معلومات موسيقية (النغمة، شدة الصوت، الوقفات الزمنية …)، يتتبّعها التطبيق لبث الأغنية. ويتألف ملف قاعدة بيانات من سجلات بيانات، ومعلومات تتعلق ببنية هذه السجلات. وتعتبر هذه البيانات ثرثرة غير مفهومة، بالنسبة لأي برنامج آخر، وغالباً ما يعرض التطبيق رسالة خطأ، ويرفض تحميل الملف، إن لم يكن مشكلاً بواسطته. وإذا نجحت في تحميل ملف لا يدعمه التطبيق المستخدم، فقد يظهر على الشاشة كنص بدون تهيئة، أو رموز لا معنى لها، بل قد يتسبب في انهيار التطبيق، وانهيار نظام التشغيل أيضاً.
يعمل التطبيق بشكله الأمثل، عادة، مع الملفات التي أنشئت من خلاله، وخزنت بهيئة الملفات الخاصة بالتطبيق ذاته (يستطيع العديد من البرامج أيضاً، قراءة أنواع أخرى من الملفات). ويحتوي الملف المنشأ في برنامج WordPerfect 8.0، مثلاً، على النص المطبوع من قبل الكاتب، بالإضافة إلى شيفرات التهيئة للعناصر، مثل الفونطات، والهوامش، والجداول، والرسوميات، والطرز، التي تعود إلى وقت إنشاء المستند. ولا يستطيع برنامج Word 2.0 أن يفهم تعليمات التهيئة في برنامج WordPerfect 8.0، فيحمل الملف كنص غير مفهوم، إذا نجح في تحميله. بينما يحمّل برنامجا Word 97 و Word 2000، هذا الملف بعد تحويله من هيئة WordPerfect إلى هيئة Word آلياً، باستخدام برنامج تحويل خدمي مبني ضمن التطبيق.
يتم تعريف كل ملف من خلال امتداد يضاف إلى اسمه. ويستخدم نظام دوس امتدادات مؤلفة من ثلاثة أحرف على الأكثر، لكن الأنظمة الأخرى، بما فيها ويندوز95 وإن.تي والإصدارات الأحدث، وماكنتوش، ويونيكس، تسمح بامتدادات أطول. ومثال على ذلك، أن مصمّمي صفحات ويب، الذين يعملون على نظام ويندوز 3.x، كانوا يخزّنون باستمرار مستندات HTML باستخدام امتداد مؤلف من الحروف الثلاثة .htm، بينما الامتداد القياسي في نظام يونيكس (وكذلك بالنسبة لشبكة ويب) مؤلف من الحروف الأربعة .html. وترتبط امتدادات الملفات، في نظام التشغيل، بالتطبيقات التي يمكنها أن تعمل معها، وبالتالي فإن النقر المزدوج على أيقونة ملف محدد، سوف يؤدي إلى تحميله بواسطة التطبيق الصحيح.
ربط الملفات مع التطبيقات
لنبدأ أولاً، بالتأكد من أن نظام ويندوز يعرض امتدادات الملفات مع أسمائها. ولذلك، شغل برنامج مستكشف ويندوز من قائمة "ابدأ"، واختر أمر "خيارات المجلد" من قائمة "عرض". انقر لسان التبويب "عرض"، واحذف إشارة التحديد من أمام البند "إخفاء ملحقات الملفات معلومة النوع"، وانقر على زر "موافق". ثم افتح أي مجلد وانظر إلى أنواع الملفات، وستجد امتداد وأيقونة كل ملف، ظاهرين.
يمكنك مشاهدة أنواع الملفات المسجلة في نظامك، وامتداداتها، وارتباطاتها مع البرامج. اختر أمر "خيارات المجلد" مرة أخرى من قائمة "عرض"، وانقر لسان التبويب "أنواع الملفات"، واختر أحد أنواع الملفات الموجودة ضمن قائمة "أنواع الملفات المسجلة". وستجد في قسم "تفاصيل نوع الملف" في الجزء السفلي من النافذة، الامتداد أو الامتدادات المستخدمة مع ذاك النوع من الملفات (تسميها مايكروسوفت الملحقات)، والبرنامج المرتبط بذلك الامتداد. وسيظهر البرنامج والأيقونة المرتبطة به، أمام الحقل "فتح بواسطة"، أي إذا نقرت نقرة مزدوجة على ملف من ذلك النوع، من أي مجلد أو من سطح المكتب، فإن ويندوز سيشغل التطبيق، ويفتح معه الملف بشكل آلي.
تسجل معظم التطبيقات آلياً، أنواع ملفاتها، والامتدادات المرتبطة بها، أثناء عمليات التركيب. وعلى الرغم من أنه يوجد بعض الامتدادات التي ليس لها تطبيقات مرتبطة بها، فإنك إذا نقرت على هذه الأنواع من الملفات، فسيظهر أمامك صندوق الحوار "فتح بواسطة"، والذي يمكنك بواسطته، اختيار التطبيق المناسب لفتح ذلك الملف. وإذا اخترت تطبيقاً لا يمكنه فهم هيئة الملف، فإن أفضل ما يمكن أن تتوقعه هو عدم تحميل الملف. وربما تسبب ذلك في انهيار النظام!
يسجل نظام ويندوز معلومات الارتباط (ويسميها "الاقتران")، في سجل النظام (registry)، لكننا لا ننصح بتحرير أو تعديل مدخلات سجل النظام هذا. وإذا وجدت حاجة فعلية لتحرير ارتباط موجود، أو إضافة ارتباط جديد، فيمكنك القيام بذلك من خلال فقرة "أنواع الملفات" في أمر "خيارت المجلد" السابق الذكر، في برنامج مستكشف ويندوز. ولتحرير أحد أنواع الملفات الموجودة، حدد اسمه، وانقر على زر "تحرير"، ثم اختر أمر open من قائمة "إجراءات"، وانقر زر "تحرير". إذا وجدت إشارة تحديد أمام الحقل "استخدام DDE"، فقد يكون من الأنسب ألا تجري أي تغيير. أما إذا لم يكن كذلك، فيمكنك النقر على زر "استعراض"، واختيار الملف التنفيذي الذي تريد استخدامه لفتح ذاك النوع من الملفات. وعند إغلاق صندوق الحوار "تحرير"، ستجد أيقونة البرنامج الجديد، إلى جانب حقل "فتح بواسطة". ويمكنك اختبار ما قمت به، عن طريق إيجاد ملف من ذلك النوع، والنقر عليه نقراً مزدوجاً، والتأكد من عمل التطبيق المرتبط به.
لنفترض على سبيل المثال، أنك تتعامل كثيراً مع ملفات نصوص آسكي (ASCII) ضخمة (امتدادها .txt عادة)، وأنك تعاني دائماً، عند محاولة فتحها، من ظهور صندوق حوار يخبرك أن الملف كبير جداً بالنسبة لبرنامج "المفكرة"، ويسألك إذا كنت ترغب بفتحه عن طريق برنامج "الدفتر" (WordPad). ولكي تمنع حدوث هذا الأمر في المستقبل، لنفترض أنك قررت تشغيل برنامج "الدفتر" تلقائياً، كلما نقرت على ملفات txt. وللقيام بذلك، عد إلى لسان التبويب "أنواع الملفات" من أمر "خيارات المجلد" في برنامج مستكشف ويندوز، وابحث عن الهيئة "مستند نص" (اضغط المفتاح م للانتقال بسرعة إلى قائمة الهيئات التي تبدأ بهذا الحرف)، وستجد أنها مقترنة حالياً مع برنامج NotePad (خلال تركيب ويندوز). انقر زر "تحرير"، وحدد أمر open من القائمة، وانقر زر تحرير" في صندوق الحوار هذا، ثم انقر زر "استعراض" في نافذة "جاري تحرير الإجراء"، وانقر نقرة مزدوجة على الملف C:\Program Files\Accessories\WORDPAD.EXE. وأخيراً، انقر زر "موافق"، حتى تعود إلى صندوق الحوار "خيارات المجلد"، وسترى انعكاس التغيير الجديد في قسم "تفاصيل نوع الملف".